معلومات عامة عن الكتاب
- اللغة : العربية
- اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : روايات
- الحجم : MB 2.22
- عدد الصفحات : 224
- عدد التحميلات :13224
- نوع الملف : PDF
- المؤلف : حجي جابر
لمحة عن الرواية
يسعى حجي جابر في هذا العمل إلى إعادة الاعتبار لامرأة هررية رافقت آرثر رامبو في سنواته الأخيرة في الحبشة، دون أن يأتي الشاعر الفرنسي على ذكر عشيقته بكلمة واحدة في رسائله الكثيرة إلى أمه، ولتسقط بذلك من كتب التاريخ. يمنح حجي الهررية اسمًا و صوتًا وتاريخًا وذاكرة، ويمنحنا بالتالي فرصة لرؤية رامبو من وجهة نظر الأحباش وكأنه بذلك يقلب الصورة فيزيح رامبو إلى الهامش ويجلب العشيقة الحبشية إلى متن الحكاية عبر سرد بعض ما جرى والكثير مما لم يحدث.إضافة إلى قصص الحب المبتورة ومسارات الحكاية المتداخلة زمنيًا، يتناول النص هرر مدينة البن والقات حين كانت بمثابة مكة الإفريقية، يحرم على غير المسلمين دخولها، وتنسج حولها الحكايات التي أغرت الرحالة من كل مكان في وقت كانت القوى الكبرى تعيد تشكيل منطقة القرن الأفريقي.
عن الكاتب
- حجي جابر، صحفي وروائي إرتري من مواليد مدينة مصوع الساحلية 1976 - حاصل على بكالوريوس علوم اتصال - عمل في الصحافة السعودية لسنوات - عمل مراسلاً للتلفزيون الألماني "دوبتشه فيلله" في السعودية - يعمل حالياً كصحفي في غرفة الأخبار بقناة الجزيرة القطرية *حصلت روايته "سمراويت" على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2012 * صدر له العام 2013 رواية "مرسى فاطمة" عن المركز الثقافي العربياقتباسات من رواية رامبو الحبشي
يبدو الأمل أحيانًا حبلًا يقود الهاوية، فيما نظنه المنقذ منها. وكيف كان سيبدو كل شيء مختلفًا لو استطعنا أن نخرج من أنفسنا للنظر إليها مجردين من ذلك الأمل. بقدر ما يتعلّق الأمل بالمستقبل؛ فإننا لا نراه على تمامه إلا حين يُصبح ماضيًا.
كنتُ في انتظاره دائمًا، لكنني لم أعد أفعل. كففتُ عن تطويع كل أفعالي لمجرد جلب انتباهه. هكذا، ودون سابق عزم، فقدتُ الرغبة في أن يراني. لماذا؟ أعرف تمامًا لماذا، ولكن ألم أكن أعرف دائمًا ومنذ البداية؟ لماذا الآن إذن؟ ألأنه يرحل؟ أم لأنه كان راحلًا عني على الدوام؟ عني أنا تحديدًا، دون غيري، ممن لطالما شملهم بعطفه ورعايته وكرمه وابتساماته، في الوقت الذي لم أُعطَ فيه سوى التجهّم واللا مبالاة، كما لو أنّ الرب قد منحه للجميع سواي. لماذا الآن؟ أظنني تعبتُ أكثر مما انتصرتُ لنفسي.
الضعف أصدق حالات المرء وأقربها من حقيقته، لكنه في المقابل أكثرها حساسية. لذا يعلو صوت الألم مع أصغر هزّة. الحبّ يجعل الألم أكبر في وقت يكون الواحد قد اطمأنّ إلى تلاشيه إلى الأبد.
هنالك أناس هكذا العطاء عندهم جزء من تكوينهم، لا يجتهد الواحد منهم ليعطي، بتلقائية يفعل ذلك، لأنه لا يعرف كيف لا يفعل، وكأن نواة وجوده تمثلت في المنح، وسعادته كامنة في مساعدة الآخرين، والمقابل هو سعادتهم، إذا ابتسموا فقد بلغ مرماه، وهذا غريب، غريب.
ما أسوأ أن يكون الواحد غير كافٍ وحده، أن يبذل نفسه بغية ملاقاتها عند الآخرين. ثم ينتهي به الحال وحيدًا، دون نفسه ودون الآخرين.
الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور